السلام عليكم..
- اقتباس :
- لقد استطاع غسان بمعارضته وتحديه أن يطوع الحديث الداخلي والإيقاع الذي ينبض في النفس الداخلية والتداعي
وتلاقي النبض الخارجي وتقاطعه مع النبض الداخلي.. هذا التيار.. تيار الشعور الذي اتخذه الكتاب الأوروبيون
في النصف الأول من القرن العشرين واشتهر به جيمس جويس وفرجينيا وولف. حيث استطاعوا به اختراق الواقع
النفسي والفلسفي للإنسان الأوروبي المأزوم <<في ظل رأسمالية القرن العشرين>>.. أجل لقد استطاع غسان
أن يسخر تيار الشعور لخدمة أهداف الفن الجماعي والفن الواقعي ما دام الفرد لدى غسان هو ضمير الجماعة..
يبدو الامر جليا اخي غسان ..وقد لاحظت الامر في روايته عائد الى حيفا حين تصفحي السريع لها..
الحديث الداخلي او الحوار الداخلي او المونولوغ..وربما عرف الامر في عصر الادب الرومانسي..وقد كتب روائيون
بعض الروايات وجعلوا من البطل راويا ..فغوستاف فلوبير..كتب رواية: مذكرات خادمة ومدام بوفاري ..وكانت رواية مدام
بوفاري من الروايات الواقعية التي حللت الواقع ..والكتاب من مدرسة الواقعية ...
فالحوار الداخلي ناردا ما يكون مجرد اعترافات شخصية من البطل او الشخصية الثانوية..
- اقتباس :
- <<.. استخدم غسان أسلوب تيار الشعور في رواية (الأعمى والأطرش) لأن الرواية تقدم لنا وجهتي نظر أعمى وأطرش.. والعزلة مفروضة على كليهما بسبب عجزه.. إن عزلة هاتين الشخصيتين تجد تعبيرا موفقا في هذا الأسلوب.
أما رواية (العاشق) التي لو اكتملت لربما صارت من أعظم أعمال غسان فتقدم لنا صورة الكادح الفلسطيني الذي شارك في الحركات النضالية في البلاد طوال الثلاثينيات.. والعاشق كشخصية إنسان متفرد ومميز ومستوحد، ومن هنا فتقديمه من خلال تيار شعوره مناسب تماما ويتداخل هذا الأسلوب طوال الرواية مع أسلوب السرد التقليدي على لسان الراوية العارف بكل شيء. ويعكس تداخل الأسلوبين تفاعل الذات مع الموضوع اللذين يخلقان معا العالم الموضوعي للرواية.. لقد قدم غسان في كل من (رجال في الشمس) و(ما تبقى لكم) رسالة محددة في شكلها وتقدمية في مضمونها الى أبناء شعبه.. ألا وهي عقم الخلاص الفردي وعقم الاستمرار في سجن الماضي>>.
والعزلة اختارها للشخصيتين كما اختار فلوبير العزلة لزوجة شارل بوفاري..أو
والتطلع بأمل الى المستقبل والنفور من الحاضر الذي يتصف بالافتقار الى الفاعلية وان زواج (ايما) من الطبيب (شارل بوفاري) ادى الى زيادة احساسها بالفراغ، فهل عسان كان فيلسوفا اذا نظرنا الى اعماله وطريقة علاج الاحداث والاشخاص ؟؟؟؟؟؟؟
وجوستاف فلوبير وفق هذا المنظور روائي وفنان واقعي بامتياز وهو قادر على رصد الطبائع البشرية ومعرفتها معرفة عميقة على خلاف الرؤية الفلسفية التي تؤدي بالفيلسوف عادة الى معرفة الانسان ودوافعه وحوافزه ولكن جوستاف فلوبير لم يكن فيلسوفا بل روائيا وفنانا واقعياوهل يمكن ان نعتبره فيلسوفا ام انه مجرد فنان كغوستاف فلوبير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الامر كما يبدو عن غسان:
- اقتباس :
- ولكن غسانا رغم كل هذا يظل قصاصا روائيا وليس مسرحيا. وإن تكن الفنون الحديثة تأخذ بقدر من كل نفس
إبداعي ونبض فني أو إيقاع أدبي، إنها إحدى ملامح الأدب الحديث أن ينتفع الفن الواحد بمقومات الفنون
الأخرى...............
وذلك فعلا غسان الانسان ..
وتحياتي له وتحياتي لغساننا ..وسوف نستمر ان شاء الله في الحديث عن غسان حتى نخرج بكل فكرة عنه وعن ادبه
بنصالح محمد