منظومة الخاوي في جريدة اشطاري تتحدث عن الكورة
واليكم المنظومة عسى تعجبكم
تمرّغ الخاوي على منظومهْ
قال الشيوخ إنها مفظومهْ
يشد فيها خبر الرياضهْ
وكرة الأقدام باستفاضهْ
وقال إن شرطها الإرادهْ
وحب من يلعبها بلادَهْ
فأي شخص لن يكون لاعبا
محترفًا ما لم يكنْ محاربا
يدكمر المنافس القويا
وأن يكون فعله خفيا
وأي شيء مسّه يطيحُ
ويدّعي بأنه جـــريحٌ
وأن تكون عنده نحاسهْ
يغسل منها دائما لباسهْ
وأن يكون عنده العشاءُ
وعنده الصبوح والغداء
وعنده طرنيشة ليركبا
إلى الملاعب لكي لا يتعبا
الشرح:
"تمرّغ الخاوي على منظومهْ
قال الشيوخ إنها مفظومهْ"
التمرغ في اللغة هو التكبب في التراب، وفي الاصطلاح هو الاجتهاد على العمل. وقد قال ابن بخنوس: "ما تمرغ الخاوي على منظومة إلا كانت أخمر من شيء". وقد وافق ابن بخنوس في هذا الرأي كل من الشيوخ: ابن غاشم وأشخب وهالك وأبو الخنائن وابن جركان وابن أبي مطعوز وغيرهم. وهذا هو الذي أشار إليه الناظم بقوله: "قال الشيوخ إنها مفظومهْ".
قوله:
"يشد فيها خبر الرياضهْ
وكرة الأقدام باستفاضهْ"
الضمير عائد على المنطومة أي أن هذه المنظومة يتكلم فيها الخاوي عن الرياضة وخاصة كرة القدم التي يسميها "كرة الأقدام" قال أبو الخنائن: "ذلك لجهله وقلة عقله". وقد اختلف الشراح في معنى "استفاضة" الواردة في البيت وسألنا ابن أبي مطعوز عنها فقال إنه لم يسمع بها أبدا، ولكنه يعرف كلمة تتشابه لها وهي "الانتفاضة" ولا يعرف هل هي هي أم ليست هي.ا.هـ
قوله:
"وقال إن شرطها الإرادة
وحب من يلعبها بلادَهْ"
قال أشخب: "عندما سمع ابن غاشم هذا البيت جعل يده على فمه وقام يشيّر بيده الأخرى ويقول: (ما سمعت الخاوي قال شيئا أصدق من هذا البيت)"ا.هـ وقال ابن جركان عندما سمع هذا البيت: "الآن فهمنا خوخة (المرابطون)".
قوله:
"فأي شخص لن يكون لاعبا
محترفًا ما لم يكنْ محاربا" هذا هو الشرط الثاني لإتقان كرة القدم وهو أن يكون اللاعب محاربا وقد شرح الناظم ذلك في البيت الموالي بقوله: "يدكمر المنافس.." أما الشرطان الأول والثاني فقد جابهما الناظم في في البيت السابق وهما الإرادة وحب البلاد.
قوله:
"يدكمر المنافس القويا
وأن يكون فعله خفيا" قال اكليفط: "لا يستطيع أحد أن يعتن على الكرة إذا لم يدكمر المنافس" ويشترط للدكمار أن يكون فارها لكي لا يفطن له الحكم وإلى ذلك أشار الناظم بقوله: "وأن يكون فعله خفيا".ا.هـ قوله:
"وأي شيء مسّه يطيحُ
ويدّعي بأنه جريحٌ"
في هذا البيت يبين الناظم حرفة مهمة من الحرف التي يجبر بها الغلب، وهي أن يدعي اللاعب الذي قلعت منه الكرة أن المنافس عطبه، ويستحب أن يقوم يتكبب ويتعظظ وغير ذلك مما يقنع الحكم بإعطائه "كوفّراها" أوصوع خصمه بإعطائه تاغطا حمراء أو صفراء قال ابن أبى داحوسة فى كتابه "فرطة شرطة" الصفحة 212569865321من المجلد العاشر بعد المائة: (قالت أم السراسر "ما رأيت أحدا أفصل فى البطاقة الحمراء من الخاوى" قلنا لها "فهمى لنا ذلك يا شيختنا" فقالت "انه كثير التسلل في الكبات والكزرات").
قالت أم السراسر: "سألت الخاوي (من أين تعلمت كل هذه الحرف؟) فقال: (من مشاهدة ماتشات كأس العالم)"ا.هـ
قوله:
"وأن تكون عنده نحاسهْ
يغسل منها دائما لباسهْ"
قال كليفط: "كنا نأتي للمباريات ولباسنا متوسخ ويأتي الفريق الآخر ولباسه مصقول ونحن جياع والفريق الآخر شبعان ونحن تعبانون والفريق الآخر مستريح ونحن مندحسون والفريق الآخر منطرب ونحن دفرانون والفريق الآخر مشعشع ونحن حشمانون والفريق الآخر رفيع فنكسح ولا نستطيع أن نتحرك من الكسحة فيدخل علينا الفريق الآخر دزينة من الأهداف" قوله:
"وأن يكون عنده العشاءُ
وعنده الصبوح والغداء"
قال ابن جركان: "صدق الخاوي، فهذا من الدفعة والترصاف لا يستطيع أن يعتن عليه أحد بائت في الخلاء أو مقيل فيها"ا.هـ
وقال ابن خبية: سمعت اللاعب اكليفط يقول: "لا أنسى أشبه مباراة عدلناها وكانت في عام قم واقعد، فقد تعشينا في الليلة التي قبلها واصطبحنا صبحايتها وتغدينا يومها ولم يستطع الناس أن يدخلوا عليها إلا عشرة أهداف ، ولو كنا متغديين في اليوم الذي قبلها لما دخلوا علينا إلا هدفين بتلك الحيلة".
قوله:
وعنده طرنيشة ليركبا
إلى الملاعب لكي لا يتعبا
إذا كان اللاعب تعبانا فإنه لا يستطيع أن يعدل شيئا في المباراة وقد شهد اللاعب اكليفط على ذلك بقوله: "كنا عندما نشارك في دورة نكون ساكنين بعيدا من الملعب ونذهب إليه متواطيين ولا نصله فينا الروح فينحاز علينا الفريق الآخر ويخبطوننا بثمانية أهداف أو سبعة"ا.هـ
الأربعاء 12 يناير 2011, 14:02
